الاثنين، ديسمبر ٢٤، ٢٠١٢

 

اﻷخ



ناداه: أدركنى يا أخى ، سيقتلونى.
نظرَ من خلالِ الزحام فرآهُ مطروحاً أرضاً ... يأتيهِ الركلُ من كلِ مكان ... و نصفَ وجههِ مخضبٌ بالدماء.
تَذَكَر وجههُ الناعم و ضحكتهُ المجلجله منذُ بضعةِ أيام حين ألقى على مسامعهِ تلكَ المُزحه.
الصوتُ يتوسل: يا أخى أدركنى سأموت ، قُل لهم من أنا.
هذا القميص - الذى إستحالَ لونهُ و إختفى خلفَ سوادِ الأسفلت و بقعةً كبيرةً من الدماءِ القانيه - قد إشترياهُ سوياً فى العامِ الماضى قبلَ سَفَرِهِ فى شهرِ عسلِهِ.
الصوت إستحالَ غرغرةً غيرَ مفهومه: يا أخى ............
أفاقَ من ذكرياتِهِ و ركضَ نحوهُ بقفزاتٍ سريعه ... أبعدهم عنهُ بزمجرةِ وعيدٍ عنيفه ... إبتسم صاحبه بوجهَهُ الدامى ... جثا هو على ركبتيه بجوارِهِ ... أخرجَ منديلاً و مسح الدماءَ و الترابَ عن وجهِهِ ... رَبَتَ على شعرهِ و هو يبتسمُ بحنوٍ بالغ ... جَذَبَهُ من شعرهِ نحو الأرض ... رفع سكينَهُ الطويل الحاد و ذَبَحَهُ من خِلافٍ و هو يهتف.
=============
محمد منيسىالقاهره الحزينه2012-12-06


This page is powered by Blogger. Isn't yours?